١٤ ـ (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ ...) أي ملازمون لها (خالِدِينَ فِيها) أي مؤبّدين (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) من فضائل العمل والطاعات الصّادرة عن معرفة الخالق والمنعم الحقيقي وعن التوحيد الذاتي والصّفاتي.
* * *
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (١٦))
١٥ ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ ...) ثم إنه سبحانه لما ذمّ المستكبرين عن قبول ما جاء به محمّد صلىاللهعليهوآله مع شهادة حبر من أحبار بني إسرائيل على صحّة دعواه للنبوّة وعلى أن كتابه من عند الله وما يحتويه الكتاب حق ثابت لا ريب فيه ، ثم ذمّهم على قولهم للمؤمنين لو كان فيما جاء به محمد خير لما سبقنا الفقراء إليه ، وذمّهم على قولهم (هذا إِفْكٌ) ـ أجل ، فإنّه بعد ذلك أخذ في نعت المؤمنين بأصنافهم من المحسنين ، ومن الموحّدين ، والذين صنعوا إلى والديهم حسنا وفاء لما وصّاهم به الله وإطاعة لأمره تعالى ، وطلبا لمراضيه سبحانه ، فقال