وليقبلوا على طلب الآخرة بقبولهم الدّين الذي جاء به النبيّ الأكرم (ص) لأن من أراد أن يقبّح أمرا عند قوم كان الطّريق فيه ضرب الأمثال ، ليعلموا ضرره فيتركوا ما فيه ، والقصّة هي هذه التي تلي :
* * *
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٢١) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢) قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٣))
٢١ ـ (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ ...) والمراد بأخي عاد هو هود عليهالسلام ، ومن انتسب إلى طائفة يقال له (أخو فلان) مثل أن يقال (أخو همدان) أو (أخو سليم) أو (أخو قيس) ونحو هذه. وقد أنذر قومه (بِالْأَحْقافِ) التي هي واد باليمن ، أو اسم واد بين عمان وحضرموت ، وهو ذو رمل كثير مشرف على ساحل البحر الموجود هناك والمعروف ببحر عمان. وهو جمع (حقف) بمعنى الرمل ، وهو رمل مستطيل مرتفع دون الجبل. وكان قوم هود يسكنون في ذلك الوادي فبعث الله هودا إليهم لينذرهم ، فأنذرهم وقال : (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) أي مضت الرّسل قبل هود وبعده ، وما كان هود أوّل نبيّ أرسل إليهم. فلمّا جاءهم أخذ في دعوتهم إلى الايمان فنادى فيهم (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) فإنه الحقيق بالعبادة لا غيره (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ