يَوْمٍ عَظِيمٍ) إن عبدتم غيره. وهذا بيان إنذار هود للعاديّين فقال العاديّون له :
٢٢ ـ (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا.) يعني : هل بعثت إلينا لتصرفنا وتجعلنا نعرض عن أربابنا الذين نعبدهم خلفا عن سلف وتحذّرنا وتخوّفنا بذلك (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) من العذاب على الشّرك (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في وعيدك من نزول العذاب علينا إذا لم نؤمن بإلهك. ولا يخفى أن استعجالهم للعذاب كان تكذيبا لهود عليهالسلام فقال هودعليهالسلام :
٢٣ ـ (قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ ...) أي يأتيكم به هو تعالى في الوقت المقدّر له وليس الأمر بيدي ولا أنا أعلم وقته ، وإنما أنا مأمور بأن (أُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ) أي ما عليّ إلّا البلاغ إتماما للحجّة عليكم وانسدادا لباب الاعتذار (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) حيث إنكم لا تعلمون أنّ شغل الرّسل هو الإبلاغ والإنذار لا التعذيب والاقتراح على الله. ويحتمل أن تكون نسبة الجهل إليهم لاستعجالهم العذاب لأن تأخير العذاب رحمة لأنّ فيه رجاء العفو لتوبة تائب ودعائه لرفعه ، أو لدعاء وليّ من أوليائه تعالى أو دعاء نبيّهم رحمة بالرّضّع والعجائز والضّعفاء والمساكين والبهائم ، بخلاف التعجيل فهو نقمة فوق نقمة العذاب. ولذا أخّر عذاب أمّة النبيّ الأكرم الخاتم إجلالا له صلىاللهعليهوآله ، وفخرا لأمّته على سائر الأمم السالفة.
* * *
(فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ