بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (٢٥) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٢٦) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧) فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨))
٢٤ ـ (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ...) أي نظروا إلى السّماء فرأوا شيئا مبهما يفسّره (عارِضاً) أي سحابا عرض في أفق السماء يتشكل بشكل السحاب متوجّها نحو أوديتهم فاستبشروا وفرحوا واطمأنّوا و (قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) أي غيم يمطرنا ويرغد حياتنا. فقال هود : (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ) من العذاب الموعود (رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ) أي شديد مؤلم.
٢٥ ـ (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها ...) أي الرّيح لشدّتها تمرّ عليهم فيكون فيها هلاكهم وذلك أنها كانت تقتلع الرجل القويّ من مكانه وترفعه إلى الجوّ وتضرب به الأرض بحيث تتكسر جميع عظامه فيكون فيه زهوق روحه ، وتقلع الأشجار العظيمة والأبنية الرفيعة مع ما فيها وتصعد بها إلى السّماء وتقلبها وترميها إلى الأرض فلا يبقى منها أثر إلّا كومة تراب أو أخشاب فعاد