(كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) هذه الجملة في موضع الرفع خبرا عن الموصول المتقدّم في صدر الآية (وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) أي حالهم في أمور دينهم ودنياهم. ثم إنه سبحانه يفسّر قوله المذكور قبلا وذلك بقوله :
٣ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ) ... أي أن إضلال عمل الكفرة كان بسبب أن الكفرة أخذوا الباطل واتّبعوا سبيل الغيّ بجهلهم (وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَ) أي سبيل الرّشد وسلكوا مسلك الحق فنجوا من الضّلالة والجهالة ذلك أنهم أخذوا بالقرآن الذي نزل من ناحية الرب فهو حق لا ريب فيه (كَذلِكَ) أي على هذه الطريقة (يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) أي يبيّن لهم أحوالهم ليعتبروا بهم أي ليعتبر أهل الحق بأهل الباطل وأهل الباطل بأهل الحق. ثم إنه سبحانه بعد هذه الآية يأمر المؤمنين بقتال الكفرة فيقول جلّ شأنه :
* * *
(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦))
٤ إلى ٦ ـ (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ) ... أي في القتال (فَضَرْبَ الرِّقابِ) أي فاضربوا الرقاب ضربا ، حذف الفعل وأضيف