(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (١٣) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥))
١٣ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً) ... أي وكم من قرية. وفي الكلام مضاف محذوف اتّكاء على القرينة المقاميّة ، فإجراء الأحكام على المضاف إليه مجاز. أي وكم من أهل قرية (هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً) أي جسما وسطوة وبسطة وعدّة (مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ) إسناد الإخراج إلى القرية باعتبار أنّ المضاف مقدّر ، أي الأهل أخرجوك ، ومع تلك القوّة فنحن (أَهْلَكْناهُمْ) بأيسر ما يكون بأنواع العذاب (فَلا ناصِرَ لَهُمْ) أي لا معين يدفع عنهم العذاب والتدمير ويساعدهم في شدائدهم.
١٤ ـ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) ... أي على حجّة واضحة وبرهان ساطع. وقال القمّي : يعني أمير المؤمنين عليهالسلام (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) يعني الذين غصبوه. وعن الباقر عليهالسلام : هم المنافقون لا المشركون.
١٥ ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) ... المثل مبتداء وخبره محذوف لقرينة المقام كما يجيء قريبا ، والموصول صفته. أي صفة أهل الجنّة