بالعزائم (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ) أي ما ينتظرون إلّا السّاعة يعني القيامة (أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) أي فجأة (فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) أي ظهرت علاماتها وهي كثير على ما يعدّون كمبعث النبيّ الأكرم (ص) وانشقاق القمر ، وحدوث الدّخان ، ونزول كتاب تختم به الكتب السماويّة وهو القرآن. وفي رواية انّه صلىاللهعليهوآله أشار بأصبعيه وقال : أنا والقيامة كهاتين الإصبعين يعني في القرب والاتّصال وإذا جاءت الساعة فلا تفيد التوبة والإنابة (فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) أي لا ينفعهم تذكّرهم وتنبّههم وندمهم حينما تجيء السّاعة فقد انسدّت أبواب التوبة والندامة.
١٩ ـ (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) ... تفريع على ما مضى ، أي إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكفرة والمشركين فاعلم أنّه لا يبقى في العالم ذو حياة إلّا الله الذي هو موصوف بالحياة الدّائمة وبالواحديّة والوحدانيّة. وهذه كناية عن قرب موته صلىاللهعليهوآله ، كما أنّ قوله سبحانه (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) إخبار به. وقيل إن أمره بالاستغفار لتكميل النفس بإصلاح أحواله وأفعاله والتوجّه إليه تعالى دائما وهضم النفس بالاستغفار فإن الإنسان الموحّد العارف به تعالى من كماله أن يرى نفسه مقصّرا عند ربّه في تمام أحواله حتى لا يغترّ باهتمامه بالعبادة وكثرتها فلا بدّ له من الاستغفار. وقد صحّ الحديث بالإسناد إلى حذيفة بن اليمان قال : كنت رجلا ذرب اللّسان على أهلي أي حادّ اللّسان فقلت يا رسول الله إنّي لأخشى أن يدخلني لساني في النار. فقال رسول الله (ص) : فأين أنت من الاستغفار؟ إنّي لأستغفر الله في اليوم مائة مرّة. ضو هذه الرواية مؤيّدة للقول. وفي الآية أقوال أخر ومن أراد فليراجع المطولات من كتب التفاسير (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) أمر سبحانه نبيّه الأكرم بالاستغفار لهم لأنه أبو الأمّة الشفيق ولا بدّ للوالد الرؤوف أن يكون لولده كما يكون لنفسه ، فإذا دعا لنفسه بالمغفرة لا يرضى بأن لا يدعو لهم ، فأمر الله تعالى رسوله