فهل ظنّ المرضى به (أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) أي لن يبرز الله لرسوله والمؤمنين أحقادهم؟ نعم يبرز لهم جميع ما في صدورهم.
٣٠ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ) ... أي لعرّفناكهم بدلائل فتعرفهم بأعيانهم وأشخاصهم (فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ) أي بعلامتهم وهيئتهم (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) أى تصيير القول وتبديله عن الصّواب ، وهو عبارة عن التعريض والتورية ، أو المراد بلحن القول تأويله وإمالته إلى نحو تعريض للمؤمنين للانحراف والشكوك وفي رواية هو كناية عن إظهار بغضهم لعلي بن أبي طالب عليهالسلام. وعن أبي سعيد الخدري كنّا نعرف المنافقين في عهد رسول الله (أو على عهد رسول الله) ببغضهم علي بن أبي طالب. ونظير هذه الرّواية ما عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعن عبادة بن الصامت كنّا نبوّر أولادنا بحبّ علي بن أبي طالب عليهالسلام فإذا رأينا أحدهم لا يحبّه علمنا أنّه لغير رشدة (والرّشدة وبفتح الراء أيضا ضدّ الزّنية) والتبوير جاء هنا بمعنى الاختبار والامتحان لمعرفة حقيقة إيمانهم ومبلغ نفاقهم ، وإلّا فإن التبوير خاصّ بالأرض يقال ترك الأرض بورا وبوّرها أي لم يفلحها فبقيت بائرة ، وقال أنس ما خفي منافق على عهد رسول الله (ص) بعد هذه الآية باعتبار ذيلها اي (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ويستفاد من الرّوايات أنّ عند الصّحابة تفسير لحن القول ببغض أمير المؤمنين كان أمرا مسلّما ومعهودا ويصدّق الأخبار المذكورة عن الصحابة من اختبار أولادهم ورشدتهم وزنيتهم بحبّ عليّ عليهالسلام ما عن النبيّ صلىاللهعليهوآله من قوله : يا علي لا يحبّك إلّا مؤمن تقيّ ، ولا يبغضك إلّا منافق شقيّ. (وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) من حيث كونها بإخلاص أو نفاق فيجازيكم على حسب نيّاتكم.
٣١ ـ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ) ... أي لنختبرنّكم بالجهاد وسائر الأعمال الشاقّة وغيرها حتى (نَعْلَمَ) نميّز (الْمُجاهِدِينَ)