مَعَكُمْ) أي ناصركم ومعينكم. وهذه بشرى للمؤمنين بالغلبة والنصر والإعانة (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) أي لن ينقصكم أجرها. والآية ناسخة للشّريفة (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها).
* * *
(إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨))
٣٦ و ٣٧ ـ (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) ... الظّاهر أنّه تعالى يريد أن يشبّه الحياة الدّنيويّة وبقاءها من حيث سرعة انقضائها وزوالها بلعب الأطفال وأفعالهم التي لا ثبات لها ولا دوام لأنّ أمدها قصير ودوامها ملازم وقرين للفناء كذلك لأنهم يقضونها في التنزّهات المؤقتة والتفريحات الآنيّة التي تزول وتفنى بسرعة ولا يترتب عليها كثير فائدة أو هي فعلا فاقدة للفوائد العقلائية سريعة الزوال عديمة المآل. وبعيد أن يكون المراد بالآية الشريفة هو الإسناد الحقيقي بمعنى أن الدّنيا ليست إلّا اللّعب واللهو كما هو