تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧))
١٥ ـ (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ) ... المراد بهم الأعراب المتخلّفون في قضيّة الحديبيّة فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا رجع من الحديبيّة عزم على غزو خيبر بمن شهد الحديبيّة فاستأذنه المخلّفون أن يخرجوا معه ، فقال الله تعالى لنبيّه صلىاللهعليهوآله إعلاما له : سيقول لك المخلّفون إذا انطلقتم (إِلى مَغانِمَ) أي لو ذهبتم إلى غنائم خيبر بعد الغزو والفتح لتأخذوها (ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ) أي في المجيء إلى خيبر والغزو معكم حتى ننتفع بغنائمها (يُرِيدُونَ) بكلامهم هذا (أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ) ذاك أنه سبحانه هو وعده بغنائم خيبر لأهل الحديبيّة خاصّة عوضا عن مغانم مكة ، ولذا يقول تعالى لرسوله (قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا) أي لا تتّبعونا أبدا فإن ربّي لا يجيزني حتى أرضى بذلك (كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ) يعني قبل رجوعنا من الحديبيّة ، هكذا أوصاني ربّي (فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا) أي المخلّفون عن الحديبيّة يقولون ردا لذلك : بل تحسدوننا أي ما حكم الله تعالى بذلك ، بل أنتم تحكمون به علينا حسدا ، فيقول سبحانه ردّا عليهم وإثباتا لجهلهم وأن قولهم هذا