لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩))
٤٠ ـ (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ...) استثناء منقطع ، أي لكن عباد الله الذين أخلصوا عباداتهم له تعالى وأطاعوه في كلّ ما أمرهم به ونهاهم عنه فإنهم لا يذوقون العذاب ، وإنما ينالون الثواب. ثم بيّن سبحانه ما أعدّه لعباده المخلصين من أنواع النّعم فقال :
٤١ ـ (أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ ...) أي للمخلصين في الجنّة أعدّ رزق معلوم من حيث الوقت كقوله تعالى (لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) أو من جهة كونه موصوفا بخصائص من الدّوام والطعم وطيب الرائحة وحسن المنظر واللّذة ونحوها من الخصوصيّات ، أو من حيث الآثار الّتي لا تكون في رزق غير المخلصين ثم فسّر سبحانه ذلك الرزق من حيث النوع إجمالا فقال :
٤٢ ـ (فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ ...) أي أرزاق أهل الجنة منحصرة في الفواكه بأقسامها وأنواعها يتفكّهون بها ويتنعّمون بالتصرّف فيها كيف يشاءون. والتعبير بالفاكهة لأن الفاكهة عبارة عما يؤكل لأجل التلذّذ لا لأجل الحاجة فإنهم مستغنون عن حفظ الصّحة بالأقوات والمقوّيات لأنهم أجسام أبديّة فهي قهرا مخلوقة بإحكام بلا حاجة في استحكامها وحفظ صحتها إلى الأغذية والأقوات المخصوصة كالأبدان الدنيويّة. فكل ما يأكلونه في الجنة فهو على سبيل التلذّذ. ولمّا كانت الفاكهة بأنواعها ألذّ من غيرها فالله تعالى زادهم من تلك النّعم وجعل أرزاقهم أكثرها منها. وفي الكافي عن الباقر عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في حديث يصف فيه أهل الجنة قال : وأمّا قوله (فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) قال : فإنهم