المخاطب هو الإنسان الكامل وهو محمّد صلىاللهعليهوآله ، فلا ينافي الرّوايات والأقوال الأخر ، قال الصّادق عليهالسلام : يس اسم رسول الله والدّليل قوله : (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
٢ ـ (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) ... الواو للقسم. أقسم سبحانه بالقرآن المحكم من تطرّق البطلان إليه أو سمّاه حكيما لما فيه من الحكمة ، فكأنه المظهر للحكمة الناطق بها في عين كونه صامتا لكثرة ظهور الحكمة منه والحلف به إشارة ورمز إلى عظمته فإن المقسم به لا بدّ من كونه ذا شأن وعظمة ولا سيّما إذا كان الحالف ذا شأن وسمّو.
٣ و ٤ ـ (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ... الصراط المستقيم هو التوحيد والاستقامة في الأمور. قال الصّادق عليهالسلام : على الطريق الواضح.
٥ ـ (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) ... أي منزّل ذلك من عند (الْعَزِيزِ) أي الغالب. وحرّك بالكسر صفة للقرآن ، وحفص قرأ بالنصب بتقدير أعني ، وبالرفع خبرا لمحذوف.
٦ ـ (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) ... (ما) نافية أي : لم ينذر آباؤهم القريبون لبعد زمان الفترة وطولها ، فلم ينذرهم في الفترة رسول بشريعة وإن كان فيها أوصياء لامتناع خلوّ الزمان من حجة (فَهُمْ غافِلُونَ) عمّا تضمّنه القرآن وعمّا أنذر الله به من نزول العذاب. والغفلة حالة مثل السّهو وهو ذهاب المعنى عن النفس الناطقة. والحاصل أن الضمير في قوله (فَهُمْ غافِلُونَ) راجع إلى الآباء.
وأمّا بناء على كون (ما) مصدريّة فالضمير المزبور راجع إلى القوم. والمعنى على المصدرية هكذا : لتنذر قوما مثل إنذار آبائهم الذين كانوا في زمن أنبيائهم كعيسى وموسى ونحوهما.