فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (٦١))
٥٠ ـ (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ ...) فمن حالات أهل الجنة التي يتلذّذون بها هو المحادثات والكلام عن المعارف وما جرى بينهم في الدنيا وفي عالم البرزخ إلى يوم ورودهم إلى الجنّة ، ولا سيّما في هذه الحالات من كونهم على السّرر بجانب الحور ، والغلمان تخدمهم وتدور عليهم بالكؤوس المملوءة بالخمر فيشربون ويتحادثون ، وهذه ألذّ حالات الإنسان وقد قيل :
وما بقيت من اللّذات إلّا |
|
أحاديث الكرام على المدام |
٥١ ـ (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ ...) أي حينما يتكالمون يقصّ واحد منهم على الجلساء حكاية فيقول : كان لي في الدنيا قرين منكر للبعث وكان يقول لي توبيخا :
٥٢ ـ (يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ؟ ...) أي أأنت تصدّق الحشر وتقبل النشر كما يقول بذلك جماعة من أتباع محمد (ص) فلا يزال يوبّخني هذا الجليس على التصديق بالبعث ويقول لي :
٥٣ ـ (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً ...) أي بعد ما نصير ترابا كما نشاهد أعضاء الماضين من أهالينا وغيرهم ، وتصير عظامنا رفاتا (أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) أي نحيا ونحشر ونحاسب ونجازى على أعمالنا؟ وقد كان يقول ذلك على