السلام. والفاصل بينهما ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان في هذه المدة رسولان أحدهما هود ، والآخر صالح. وفي تفسير اللّباب وبعض آخر من التفاسير أن الضمير في قوله (مِنْ شِيعَتِهِ) راجع إلى خاتم الأنبياء محمد (ص) كناية غير مذكورة في الكلام المكنّى عنه لا سابقا ولا لاحقا فإن إبراهيم وإن كان سابقا على خاتم الأنبياء صورة أما معنى. وفي عالم الواقع فكان تابعا له في أصول عقائده وفروعها ، وذلك أنّ الله سبحانه لما أرى إبراهيم ملكوت سماواته توجّه عليهالسلام إلى العرش فرأى نورا عظيما وفي يمينه ويساره أنوارا أخرى ، فقال : اللهم من هؤلاء الأنوار؟ فجاءه النداء من ساحة قدسه تعالى : النور الأنور من الكلّ هو حبيبي وصفيّي محمد خاتم أنبيائي ، ومن على يمينه هو وصيّه وزوج ابنته فاطمة وأخوه علي بن أبي طالب ، ومن على يساره هي ابنته فاطمة الزهراء زوجة خير الأوصياء ، سمّيتها فاطمة لأنّها تفطم أحبّاءها من النار ، أي تمنعهم منها كما تفطم الأمّ رضيعها من لبنها. وأمّا النوران الآخران فهما الحسن والحسين ولداها. فقال : يا ربّ أرى أنوارا تسعة أحاطوا بالخمسة؟ فجاء النداء : هم الأئمّة من ولد الحسين. فقال يا ربّ أرى أنوارا كثيرة تدور حول الأنوار المذكورة المعروفة. فجاءه النداء : إنّهم المحبّون لعلي بن أبي طالب وأشياعه. فقال يا ربّ اجعلني من شيعتهم ومحبّيهم. فالله تعالى استجاب دعاءه ، وأخبر نبيّه بذلك فقال سبحانه (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) أي من شيعة عليّ عليهالسلام إبراهيم ، ومن كان من شيعة عليّ فهو من شيعة محمّد وآله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم. ولعلّ بهذه المناسبة قال المفسّرون إن الضّمير راجع إلى النبيّ محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. والله تعالى أمر نبيّه أن يتذكّر قصّته ويذكرها لقومه.
٨٤ ـ (إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ...) أي حين صدّق الله وآمن به بقلب خالص من الشّرك برىء من المعاصي ، وعلى ذلك عاش وعلى ذلك