مات. وقيل بقلب سليم من كلّ ما سوى الله ، لم يتعلق بشيء غيره كما عن أبي عبد الله عليهالسلام والصّلاة ، وقيل من حبّ الدنيا.
٨٥ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ؟ ...) ظرف لجاء أو سليم. أي كان قلبه حين قيامه لترويج دين الله وشرعه بمبارزته مع المشركين وعبدة الكواكب والأصنام على اختلاف آرائهم فارغا وسالما عن جميع ما سوى الله. ولعلّ المراد بالأب هو عمّه آزر لأنه كان قائما بأموره في صغره كما ذكرنا سابقا ، والولد إذا مات أبوه وله عمّ يقوم مقام أبيه في تربيته وتجهيز أموره فيعرف بأنه أبوه. والطفل لا يعرف أبا غيره إلى أن يكبر. ففي حين الكبر احتراما وتشريفا جبرا لإحسانه أيضا يطلق عليه (الأب) تنزيلا ، كما أن المعروف والمتعارف عند الناس أنهم يطلقون (الأب) على كلّ شائب احتراما (ما ذا تَعْبُدُونَ) أي أيّ شيء تعبدونه من دون خالقكم وخالق ما تعبدونه؟ قال لهم ذلك إنكارا وتقريعا.
٨٦ ـ (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ ...) الإفك هو أشنع الكذب ، وأصله قلب الشيء عن جهته الّتي هو عليها أي هل تعبدون عبادة كذبا ، وتريدون عبادة آلهة غير الله للكذب والبهتان؟ وتقديم المفعول له أي «الإفك» للاهتمام به والعناية وكذا المفعول به. يعني لا تصلون إلى ما تقصدون وتريدون من إطفاء نور الله تعالى بعبادة غيره سبحانه أبدا.
٨٧ ـ (فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ؟ ...) أي ما زعمكم وعقيدتكم بمن هو حقيق بالعبادة ، وأنتم أشركتم به غيره كأنكم أمنتم من عذابه. ثم إنّ قومه كان لهم عيد ومهرجان في يوم مخصوص من أيام السّنة فعزموا أن يأخذوه معهم فاعتذر.
* * *