ذهب أحمر وكانت عيناه من الياقوت ، فعلّق المعول في رقبة الكبير منها. فلمّا رجعوا من عيدهم وراحوا إلى زيارة الأصنام ورأوا أنها مكسورة تغيّرت أحوالهم.
* * *
(فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤) قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦) قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (٩٨))
٩٤ ـ (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ...) أي أسرعوا إلى إبراهيم بتمام السّرعة. والزفيف حالة بين المشي والعدو ، فإنّهم لمّا اطّلعوا على ما صنع بأصنامهم قصدوه مسرعين وحملوه إلى بيت أصنامهم وجرت بينهم وبينه المحاورات التي نطق به قوله تعالى في غير هذه السّورة : (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ) فأجابهم على طريق الحجاج :
٩٥ ـ (قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ؟ ...) يعني كيف يصحّ عند عاقل أن يخضع ويعبد مصنوعه ومعموله؟ وهل يعقل الجماد أو هو ذو شعور وهو لا يضرّ ولا ينفع؟ والاستفهام إنكاريّ قد جاء في مقام التّوبيخ. ثم قال إتماما للحجّة على وجه الإرشاد والتّنبيه :
٩٦ ـ (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ ...) أي الذي ينبغي أن يعبد ويخضع له هو الذي أوجدكم من العدم إلى الوجود ، وكذلك خلق أصول ما