أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢) فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٠٥) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (١٠٦) وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١))
٩٩ ـ (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ...) إلى ما أمرني ربّي من الأمكنة المقدّسة. وفي الكافي عن الصّادق عليهالسلام : يعني بيت المقدس. أمّا (سَيَهْدِينِ) فقال هذا ترغيبا لمن هاجر معه وتابعه في الهجرة وهو أوّل من هاجر من أذى قومه ومعه لوط وسارة ، ولعل هاجر خادمة سارة قد هاجرت معهم أيضا وكانوا ممّن آمنوا به واتّبعوه في الهجرة من بلد الكفر بعد يأسه من إيمانهم به عليهالسلام. وقيل إن هاجر في طريقه إلى الشام صارت في تصرّف سارة وهي وهبتها لزوجها لعلّ الله يرزق إبراهيم منها ولدا ، فإن سارة كانت عقيما لا تلد وقد يئست من نفسها. ولمّا ملكها إبراهيم استوهب من ربّه الولد بقوله :
١٠٠ ـ (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ...) أي أعطني بعض الصّالحين ، يريد الولد. لأنّه يقال إن لفظ الهبة في القرآن أو مطلقا غلب في الولد كما في قوله (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) ، (وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى) ويستفاد أن الصّلاح أشرف مقامات العباد. وهذا الدّعاء والسؤال منه عليهالسلام