(١٣٦) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٣٨))
١٣٣ إلى ١٣٥ ـ (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ...) لوط بن هارون ابن أخي إبراهيم (ع) كان ممن أرسل إلى سدوم. فنحن نروي لك قصته (إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ) فاذكر يا محمد إذ خلّصناه ومن آمن معه من قومه من عذاب الاستئصال (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) أي في الباقين الذين اهلكوا ، وهي امرأته التي كانت معاندة كافرة.
١٣٦ ـ (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ...) قد مضى تفسيرها.
١٣٧ ـ (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ ...) الخطاب لأهل مكة يعني يا قريش أنتم في أسفاركم لا زلتم تمرّون عليهم وعلى منازلهم الخربة (مُصْبِحِينَ) وكانت كيفية أسفارهم أنهم يسيرون ليلا بحيث عند الصباح يدخلون قرية سدوم المدمّرة ويستريحون فيها ولا يعتبرون أنها كان منازل أقوام أقوياء أصحاب أغنام وإبل وبساتين وقصور عاليات ، وكانوا مرفّهين في منازلهم فأصبحوا مخسوفا بهم في مساكنهم هالكين في دورهم. وهذه الشريفة في مقام تهويلهم وتخويفهم.
١٣٨ ـ (وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ...) عطف على (مُصْبِحِينَ) أي :أفليس فيكم عقل تعتبرون به؟ وفي الكافي عن الصّادق عليهالسلام أنه سئل عن هذه الآية فقال : تمرّون عليهم في القرآن ، إذا قرأتم القرآن تقرأون ما قصّ الله عليكم من خبرهم. ثم إنه تعالى بعد ذكر قصة لوط يبيّن قصّة يونس :
* * *