مشركين ومساوين لقريش في عقائدهم الباطلة تنبيها لكفار قريش وغيرهم ، وإنذارا لهم ، ثم جرّ الكلام ثانيا إلى كفرة أهل مكة وأمر نبيّه باستفتائهم على وجه القسمة غير المرضيّة وهو تخصيص الإناث بالله سبحانه والذّكور بأنفسهم فقال سبحانه : يا محمد :
* * *
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧))
١٤٩ و ١٥٠ ـ (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ؟ ...) أي أطلب منهم الحكومة في تقسيمهم واسأل بني خزاعة وبني مليح وجهينة الذين يقولون بأن الملائكة بنات الله : ما وجه الاختصاص؟ ولماذا كانوا هم يكرهون البنات ويتشاءمون بهنّ وكانوا يدفنونهنّ في الحياة بعد ولادتهنّ؟ وقد قال القمي : قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله فردّ الله عليهم بقوله تعالى : (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ) : أي حين خلق الملائكة هل رأوا خلقه لهم؟ وهذا استفهام تقريع. أي كيف يقولون ذلك ويضيفون الأنوثية إلى الملائكة مع عدم حضورهم ومشاهدتهم لخلقهم ولا يمكن معرفة