يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٢))
١٧١ إلى ١٧٣ ـ (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا) ... إنّ الله تعالى حلف بأنه قد تقدّم في علمنا وقضائنا و (كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ) التي فسّرها سبحانه وتعالى بقوله : (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) فهذه الشريفة بيان ل (كَلِمَتُنا) واللام في قوله لقد سبقت لام جواب القسم (وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) فهو تعالى أضاف المؤمنين إلى نفسه ووصفهم بأنهم جنده تشريفا لهم وتنويها بذكرهم حيث قاموا بنصرة دينه. وقيل معناه أن رسلنا هم المنصورون لأنهم جندنا ، وأن جندنا هم الغالبون الذين يقهرون الكفار بالحجة تارة وبالفعل أخرى. والمراد بسبق الكلمة إثباته في اللوح المحفوظ كما قال تعالى (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) ثم إنه سبحانه بعد بيان الأدلة الواضحة على بطلان مذهب أهل الشرك والنفاق ، أمر نبيّه صلىاللهعليهوآله ـ في حال كونهم ثابتين على شركهم وجحودهم بعد هذه البراهين السّاطعة والحجج القائمة عليهم ـ بالإعراض عنهم ، فقال :
١٧٤ و ١٧٥ ـ (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) ... أي فاعرض عنهم إلى موعد الأمر بقتالهم وانقضاء إمهالهم وحصول وقت نصرك. وقيل هو يوم بدر ، وقيل يوم الفتح. فانتظر أمرنا لك بذلك (وَأَبْصِرْهم فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) أي اجعلهم على بصيرة بضلالتهم وعاقبة إشراكهم وعمّا قريب يرون ما وعدناك به من النصر في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة. وكأنهم قالوا : متى هذا العذاب الموعود فنزلت الشريفة :
١٧٦ و ١٧٧ ـ (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) ... أي هل يطلبون التعجيل في العذاب؟ قل لا تستعجلوا (فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ) أي إذا حلّ بفنائهم بغتة كما يستعجلون (فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) فلبئس الصّباح صباح الذين يحذّرون ولم يحذروا. والسّاحة معنّاها الدار وفناؤها. وكانت العرب