بأن كفرهم جسّرهم على هذا القول الشنيع حيث يطلقون على المعجزة سحرا وعلى قول الحق كذبا ، فالويل لهم ثم الويل لهم.
٥ ـ (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ ...) أي بالغ في العجب مبلغا لا يتحمّل حين دعا إلى ربّ واحد ... فكيف نترك ثلاثمئة وستّين صنما ، ونأخذ بإله واحد ونعبده فقط؟ فإنه خلاف ما أطبق عليه آباؤنا.
* * *
(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١))
٦ ـ (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ ...) أي الأشراف منهم خرجوا من مجلسهم الذي كانوا فيه عند أبي طالب (ع) وهم يقولون اثبتوا على آلهتكم واصبروا على دينكم وتحمّلوا المشاق في سبيل آلهتكم وعبادتها وإطاعتها كما حكى قولهم سبحانه (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ) أي هذا