والشراء. وقيل هو ميزان العدل بدليل قوله سبحانه : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) أي لا تتعدوا فيه الحقّ ، ولا تبخسوا النّاس حقوقهم ، ولا تحكموا بالباطل (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ) أي حقّقوا العدل عند وزن الأمور ، أو أقيموا لسان الميزان المعروف بدقّة حين الوزن للبيع أو الشراء (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) لا تنقصوه ولا تبخسوا وتجوروا على المشتري أو البائع أو المحكوم له أو عليه ، بل اتّبعوا العدل في ذلك كلّه.
* * *
(وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣))
١٠ إلى ١٣ ـ (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ...) بعد أن ذكر سبحانه السماء والشمس والقمر ذكر الأرض التي أوجدها ووطّأها للأنام الذين قيل إنهم الجنّ ، وقيل إنهم النّاس ، وقيل : بل هم جميع المخلوقات من كلّ ذي روح. وقد عبّر عن الأرض (بالوضع) كما عبّر عن السماء (بالرفع) لبيان نعمته وكامل حكمته على الناس ، فقد جعل الأرض موطّأة للمخلوقات ، وجعلها (فِيها فاكِهَةٌ) وهو ما يتفكّه به الإنسان من الثمار ، وفيها (النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) أي الشجر الذي يعطى التمر والرّطب ، وهو ذو الأوعية والغلافات المختلفة التي تدلّ على قدرة الصانع منذ بروز الزهرة إلى تمام نضج الثمرة. وقيل إنّ الأكمام هو ليف النخل الذي تكمّ فيه ، والصحيح أنه جمع : كم ، وهو البرعم من الورق الصغير الذي ينبت أول ما ينبت ملتفّا ثم يتفتح شيئا فشيئا. فهو تعالى خالق ذلك (وَالْحَبُ) أي جمع الحبوب المعروفة هي من خلقه سبحانه (ذُو الْعَصْفِ) أي الحبّ صاحب الورق الصغير الذي يكون ملتّفا به فإذا يبس