والآيات متصلة بالسياق واستمرار له وتعقيب عليه كما هو المتبادر.
تعليق على الآية
(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ
مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)
ولقد قال المفسرون إن هذه الآية تعني ما يسمى بعلامات الساعة التي تسبق ختام الدنيا كما تضمنت أن باب التوبة والإيمان ينسد حينئذ فلا ينفع نفسا إيمانها وتوبتها. وأوردوا في صدد ذلك أحاديث عديدة منها ما ورد في الكتب الخمسة ومنها ما لم يرد وكثير مما لم يرد في الكتب الخمسة مقارب لما ورد في هذه الكتب. فرأينا أن نكتفي بطائفة مما ورد في هذه الكتب لأنها الأوثق. فمن ذلك حديث رواه البخاري عن أبي هريرة في تفسير الآية قال : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها» (١). وحديث رواه الترمذي بسند حسن عن أبي هريرة قال : «قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : الدجّال والدابة وطلوع الشمس من المغرب أو من مغربها» (٢). وحديث رواه مسلم وأبو داود عن عبد الله بن عمرو قال : «حفظت عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حديثا لم أنسه بعد ، سمعته يقول إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى. وأيّهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا» (٣). وحديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود عن حذيفة الغفاري قال : «اطلع النبي صلىاللهعليهوسلم علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذكرون؟ قالوا : نذكر الساعة ، قال إنها لن تقوم حتى
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ١٠٢.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) التاج ج ٥ ص ٣٠٤ ـ ٣٠٧. وفي التاج أحاديث أخرى من هذا الباب فاكتفينا بما تقدم.