الآيتين متصلتان بسابقاتهما سياقا وسبكا وموضوعا ، وأنهما جاءتا خاتمة للسورة وما احتوته من فصول المناظرة أو مشاهدها معا. وقد تضمنتا هتافا قويا للناس محذرا منذرا داعيا إلى الله وتقواه.
وما قلناه لا يمنع أن يكون بعض الناس قد وجهوا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم بعض الأسئلة وأن الآية الأخيرة قد احتوت إجابات عليها.
تعليق على آية
(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)
إلخ وحديث مفاتيح الغيب
ولقد أورد المفسرون (١) في مناسبة الآية الأخيرة حديثا نبويا عن ابن عمر جاء فيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : مفاتيح الغيب خمس ثم تلا الآية. وأوردوا (٢) كذلك حديثا آخر عن ابن عمر أيضا جاء فيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهنّ إلا الله ، فلا يعلم ما في غد إلّا الله ، ولا يعلم متى ينزل الغيث إلّا الله ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلّا الله ، ولا يعلم ما في الأرحام إلّا الله ، ولا تدري نفس بأيّ أرض تموت.
والحديث الأول مما أخرجه البخاري (٣) ، ونحن في حيرة من ذلك. لأن بدء كل من الحديثين يفيد الحصر ويعني أن الأمور الخمسة هن مفاتح الغيب مع أنهن لسن كل ما يغيب عن الناس علمه ، ثم إن جملة (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) في الآية لا تعني أنه لا يعلم وقت نزول الغيث إلّا الله ، والله أعلم.
__________________
(١) انظر تفسير الآية في تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والخازن. وفي هذه الكتب صيغ لأحاديث أخرى من هذا الباب أيضا لم ترد في كتب الصحاح.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) التاج ج ٤ ص ١٨١.