هذا الأمر من أهم ما كان يثور الجدل والحجاج حوله بين النبي صلىاللهعليهوسلم وبين مختلف فئات الكفار.
والتوكيد بالقسم نافذ والحجة على قدرة الله على تحقيق الوعد قوية. فعلم الله وقدرته وتصرفه المطلق في الكون ، كل هذا مما يعترف به الكفار ، وكل هذا مما يجعل تحقيق الوعد في نطاق قدرة الله تعالى. وحكمة ذلك ظاهرة لأنه مقتضى صفة العدل في الله عزوجل حتى ينال كل من المحسنين والمسيئين جزاء أعمالهم.
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦)) [٦]
(١) يرى : هنا بمعنى يعلم أو يدرك.
الآية معطوفة على سابقاتها ، وقد احتوت تقرير كون ما احتوته الآيات القرآنية من توكيد البعث الأخروي وقدرة الله تعالى عليه وحكمته فيه ، شأنه أن يجعل الذين أوتوا العلم يتأكدون من أن ما أنزل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم من ربّه هو الحق الهادي إلى صراط الله العزيز المستحق للحمد وحده.
تعليق على جملة
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)
وعلى رواية مدينة الآية [٦]
التي جاءت فيها
وقد تعددت أقوال المفسرين للمقصود في جملة (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) حيث قال بعضهم : إنها عنت أهل الكتاب أو بعض مسلمي اليهود منهم ، وبعضهم إنها عنت أولي العلم من أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وبعضهم إنها عنت أولي العلم والفهم