أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)) [٨٧ ـ ٨٩]
(١) أزواجا منهم : بمعنى أصناف أو جماعات منهم.
الآيات استمرار في التعقيب وفي تطمين النبي صلىاللهعليهوسلم وتسليته. فقد كرمه الله وحباه بما آتاه من المثاني السبع والقرآن العظيم. فعليه أن يستمر في دعوته إلى الله تعالى وإعلان أنه نذير للناس من قبل الله ، وأن يخفض جناحه للذين آمنوا وصدقوا ويغدق عليهم عطفه وبره ، وألّا يبالي ولا يحزن مما يبدو من الكفار من عناد وإعراض ولا بما يتمتع به بعضهم من المال والجاه. فما آتاه الله خير وأبقى وما أوتوه عرض زائل لا يعني رضاء الله وإنما أوتوه باقتضاء حكمته ونواميس كونه.
تعليق على جملة
(وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)
وقد تعددت الروايات والأقوال في «المثاني السبع» فروي أنها الفاتحة استنادا إلى حديث رواه أبو هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم جاء فيه : «أم القرآن هي السبع المثاني» (١). وأن تسميتها بالسبع المثاني لأنها تثنى في الصلاة فتقرأ في كل ركعة أو لأن فيها ثناء على الله تعالى وهي سبع آيات. وروى بعضهم أنها السور السبع الطوال وأنكر بعضهم هذا القول لأن سورة الحجر نزلت قبل نزول السور السبع الطوال التي هي مدينة (٢).
__________________
(١) انظر تفسير الآية في تفسير البغوي. وقد جاء هذا الحديث في التاج برواية الترمذي بهذه الصيغة : «عن أبيّ بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوسلم ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أمّ القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل» التاج ج ٤ ص ١٣٨.
(٢) انظر كتب تفسير الطبري وابن كثير والطبرسي والخازن والزمخشري.