ماجه أيضا عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من تعلّم علما لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار» (١).
جنسية يهود الحجاز
الذين وجه إليهم الخطاب في الآيات
هذا ، وفي توجيه الخطاب القرآني إلى بني إسرائيل دلالة حاسمة على أن اليهود الذين كانوا في المدينة وحولها إسرائيليون أصلا وطارئون على الحجاز. وفي القرآن دلالات كثيرة على ذلك أيضا منها هذه الآية في سورة الأنعام : (أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ (١٥٦)) والآية تخاطب العرب وتذكر ما كانوا يقولونه حيث كانوا يقولون إن الكتب السماوية الأولى هي بلغة غير لغتهم وأن الذين يقرأونها إنما يقرأونها بلغتها الأصلية ؛ وحيث ينطوي في هذا أن اليهود كانوا لا يزالون يعرفون لغة آبائهم الأصلية ويقرأون كتبهم بها. ومنها ربط أخلاق يهود الحجاز هؤلاء بأخلاق آبائهم ومواقفهم القديمة ومخاطبتهم كسلسلة متصلة بعضها ببعض مما احتوته الآيات التي تلي هذه الآيات من السلسلة الطويلة. والأسماء المأثورة من أسمائهم عبرانية. ولقد تسمى بعضهم بأسماء عربية غير أن أسماء آبائهم التي تذكر معهم على ما هو المعتاد عند العرب من ذكر الأب والجد مع اسم الشخص عبرانية (٢). ولقد ذكر ابن
__________________
يرضي الله تعالى أو في معصيته أما من يتعلم العلم وينتفع به في شأن من شؤون الدنيا المباحة ولا يكون في ذلك معصية ولا إهمال لجانب الله وتقواه فالمتبادر أنه لا يدخل في شمول الإنذار النبوي والله أعلم.
(١) انظر المصدر السابق نفسه.
(٢) مثال على ذلك ما أورده ابن هشام من أسماء (عبد الله بن صوريا ـ ثعلبة بن شعيا ، رفاعة بن زيد بن التابوت ـ نعمان بن آصى إلخ اقرأ سيرة ابن هشام ج ٢ ص : ١٤٠ و ١٤٢ و ١٤٩ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٧ و ١٦٠ و ١٦١ و ١٦٣. وفي سياق الآيات في الطبري أسماء لأشخاص منهم عبرانية مثل يامين وبنيامين وعازر وآزر وأشيع وصوريا إلخ.