(١٠) ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام : القصد من الجملة ذكر الله عند ذبح القرابين من الأنعام.
(١١) ليقضوا تفثهم : قيل إنها بمعنى ليزيلوا أوساخهم أو يحلقوا شعرهم ويقلموا أظفارهم ؛ وذلك حينما يتحلّلون من الإحرام وقيل إنها بمعنى ليقضوا ما عليهم من واجبات ومناسك ، أو ليقضوا ما لهم من حاجات.
في هذه الآيات :
١ ـ إشارة تنديدية إلى الكفار. فهم بالإضافة إلى كفرهم يمنعون الناس عن سبيل الله والاستجابة إلى دعوته. ويمنعونهم كذلك عن المسجد الحرام الذي جعله الله لجميع الناس على السواء المقيم منهم في جواره والقادم من الخارج.
٢ ـ وإنذار بالعذاب الرباني الأليم لكل من يقترف الظلم والبغي والعدوان فيه.
٣ ـ واستطراد تعقيبي على ذلك : فالله قد عيّن لإبراهيم مكان بيته وأمره بعدم الإشراك به ثم بتطهير هذا المكان وتهيئته للطائفين حوله والقائمين الراكعين الساجدين عنده لله. وبدعوة الناس إلى الحجّ إليه في أيام معينة من السنة ليأتوا إليه من كلّ ناحية ودرب مهما بعد مشاة وركبانا ، ويشهدوا منافع جمّة لهم في موسمه ويقرّبوا فيه القرابين من الأنعام التي رزقهم الله إياها ، ذاكرين اسمه عليها ، ويأكلوا منها ويطعموا البؤساء والفقراء ، ويؤدّوا شعائرهم التعبدية من وفاء نذور وطواف حول البيت ، ويقضوا حاجاتهم المتنوعة.
تعليقات على الآية
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ ...)
وما بعدها [٢٥ ـ ٢٩] مع بيان حكمة
الإبقاء على تقاليد الحج
فحوى الآيات يحتمل أن تكون مكيّة كما يحتمل أن تكون مدنيّة. وفي حالة صحّة الاحتمال الأول يكون في الآيات دلالة على أن الكفار كانوا يمنعون