ولا مندوحة لي ، في ختام هذه المقدمة ، من الإشادة بجهد كريم ، كان له أبلغ الأثر في استقامة هذا العمل بهذه الكيفية التي آل إليها ، وأعني به جهد الباحثين اللغويين ، الأستاذ أحمد حاطوم والدكتور محمد توفيق أبو علي ، اللذين راجعا هذه الموسوعة ، فدقّقا في نصوصها ، وحقّقا لفظها ، وضبطا ما يحتاج إلى ضبط ، من الحروف وعلامات الوقف ؛ وعدّلا ، من ذلك وأضافا ، ما يقتضي الإضافة والتعديل ؛ ووحّدا ما يتطلّب التوحيد من إشارات الإحالة ، بالأرقام ، وذكرا ، حيث يلزم ، أرقام الآيات التي لم تذكر أرقامها ، وأسماء السّور التي لم تذكر أسماؤها ، وتثبتا مما ذكر من الأسماء والأرقام ، تثبّتهما من نصوص الآيات نفسها ، وبذلا ، في غير هذه الجوانب ، من العناية ما يستحقان جزيل الشكر عليه.
وإنني ، وأنا أنهي هذا التقديم ، أختتمه بإهداء هذا المجهود الى روح من بثّ في روحي روح الايمان : إلى روح الغائب عن عيني ، الحاضر في فكري وقلبي ، المالئ سمعي وبصري ، أبي ، نضّر الله ضريحه وأكرم مثواه.
إنني أتشرف بإهدائه إليه ، لا برّا به أبا ومربيّا وهاديا فحسب ، وإنما لأنه كان : أول من فتح سمعي وبصري على قيام الصلاة ، لدلوك الشمس ، إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر. وأخلص من شرح صدري للحفاظ على الصلوات والصلاة الوسطى ، والقيام لله قانتا.
فإليك يا سيدي. يا من بسطت عليّ جناحيك ، طفلا ويافعا ، وزققتني المعرفة ، فتّى وشابا ، أهدي هذا الجهد. وقد عمّمتني السنون بوقار الشّيب. عسى أن يكون لك به قرّة عين.
|
ولدك جعفر شرف الدين |