المبحث الأول
أهداف سورة «النساء» (١)
سورة النساء سورة مدنية ، وتسمى سورة النساء الكبرى ، لتمييزها من سورة النساء الصغرى ، وهي سورة الطلاق.
وقد عنيت سورة النساء ببيان أحكام النساء واليتامى والأموال والمواريث والقتال ؛ وتحدثت عن أهل الكتاب وعن المنافقين وعن فضل الهجرة ووزر المتأخرين عنها ؛ وحثّت على التضامن والتكافل والتراحم ؛ وبيّنت حكم المحرّمات من النساء. كما حثت على التوبة ودعت إليها وسيلة للتطهّر ودليلا على تكامل الشخصية واستعادة الثقة بالنفس والشعور بالأمن والاطمئنان.
وعدد آيات سورة النساء ١٧٦ آية ، وعدد كلماتها ٣٧٤٥ كلمة.
الوصية بالنساء واليتامى
بيّنت سورة النساء أن الزواج شركة تعاونية أساسها المودة والرحمة والوفاء والألفة. وساوت السورة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ، ثم بينت أن للرجال درجة على النساء ، وهي درجة الإشراف والرعاية بحكم القدرة الطبيعية التي يمتاز بها الرجل على المرأة ، وبحكم الكدّ والعمل في تحصيل المال الذي ينفقه على الزوجة والأسرة. وليست هذه الدرجة درجة الاستعباد أو التسخير ، وإنما هي زيادة في المسؤولية الاجتماعية.
وقد حث القرآن الزوجة على طاعة زوجها ، في ما تجب الطاعة فيه ، والاحتفاظ بالأسرار المنزلية والزوجية
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.