قوامين على النساء بما فضلهم عليهن في القدرة على مشاقّ الحياة ، وبما أنفقوا عليهن من أموالهم. فالصالحات منهن مطيعات لبعولتهن ، حافظات لغيبهن. واللاتي يخافون نشوزهن لهم حق تأديبهن ، وإن وقع شقاق بين الرجل وامرأته ، اختير لهما حكمان من أهلهما. (إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً) (٣٥).
حقوق الله وبعض العباد
الآيات [٣٦ ـ ٤٢]
ثم قال تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) [الآية ٣٦]. فأمرهم بعبادة الله وحده ، وأن يحسنوا إلى الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين ، والجار ذي القربى ، والجار الجنب والصاحب بالجنب ، وابن السبيل ، وما ملكت أيمانهم ، وأن يقوموا بذلك من غير اختيال وتفاخر عليهم ، لأن هذا شأن أولئك الكفار الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، ولا ينفقون شيئا إلا رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، ثم ذكر أنه سيجازيهم على ذلك ولا يظلم أحدا مثقال ذرّة ، وإن تك حسنة يضاعفها ، وهدّدهم بأنه سيجيء من كل أمة بشهيد ويجيء بالنبي (ص) شهيدا عليهم (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) (٤٢).
تحريم الصلاة على
السكارى والجنب
الآية [٤٣]
ثم قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) [الآية ٤٣]. فحرم عليهم الصلاة في حال السكر وهم جنب حتى يغتسلوا ، ثم شرع لهم التيمّم بالتراب عند فقد الماء (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً) (٤٣).
التحذير من أهل الكتاب
الآيات [٤٤ ـ ٥٧]
ثم قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) (٤٤) وكان اليهود قد بالغوا في عداوة المسلمين حتى حالفوا المشركين عليهم ، وزيّنوا لهم ما هم فيه من الشّرك على الإسلام. فلما ذكر تلك الأحكام