أعباء جيش العسرة ، فأمر النبي (ص) بمقاطعتهم ومعاقبتهم ، ومكثوا فترة من الزمن في عزلة تامة بغرض تأديبهم وتهذيبهم ، ثم تاب الله عليهم ، وقبل توبتهم. وكان ذلك درسا للمسلمين حتى لا يتخلّفوا عن الجهاد ولا يقصّروا في القيام بأعباء الدين وتعاليمه.
ومن أسماء السورة «براءة» ، وهي تشير الى غضب الله ورسوله على من أشرك بالله ، وجعل له سبحانه ، ندّا ، وشريكا ؛ وإعلام الناس في يوم الحج الأكبر.
(أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الآية ٣].
وقد عرفت السورة بعد ذلك ، بأسماء أخرى ، فكانت تسمّى «الكاشفة» و «المثيرة» و «الفاضحة» و «المنكّلة» ، وغير ذلك مما حفلت به كتب التفسير ، وهي ألفاظ أطلقت عليها ، باعتبار ما قامت به ، من كشف أسرار المنافقين ، وإثارة أسرارهم ، وفضيحتهم بها ، وتنكيلها بهم.
ورد أنّ ابن عباس رضي الله عنه قال : سورة التوبة هي الفاضحة ، ما زالت تنزل في المنافقين وتنال منهم حتّى ظننّا أنّها لا تبقي أحدا إلّا ذكرته بقولها : ومنهم ، ومنهم ، ومنهم.
وهو يشير إلى ما جاء في هذه السورة من أصناف المنافقين مثل :
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) [الآية ٤٩].
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ) (٥٨).
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ) (١٠١).
أين البسملة؟
من خصائص سورة التوبة ، أنه لم يذكر في أولها «بسم الله الرحمن الرحيم» ، لأنها تبدأ بإعلان الحرب الشاملة ، ونبذ العهود كافّة ، والبسملة تحمل روح السلام والطمأنينة ، لذلك لم تبدأ بها سورة الحرب والقتال.
وربما كان سبب عدم وجود البسملة في أولها ، الاشتباه في أنها جزء من