فضل الرسول الأمين
تعرّضت سورة التوبة ، لبيان فضل رسول الله (ص) ومكانته السامية ، ومناقبه الكريمة ؛ فذكرت أن الله سبحانه أنزل السكينة عليه ، وأيّده بجنود من الملائكة في يوم «حنين» ، حين انهزم المؤمنون ، وولّوا مدبرين.
ومن كرامة الرسول (ص) أن الله نصره عند الهجرة مع صاحبه الصّدّيق ، وكان الله معهما بتأييده وإنزاله الطمأنينة والأمان عليهما ؛ وحفظهما في الغار ، حتّى عميت عنهما عيون الكفار ؛ وجعل الله كلمة المؤمنين في ارتفاع وانتصار ، وشأن الكافرين في هزيمة واندحار ؛ وقد فرضت سورة التوبة على المؤمنين عدة واجبات ، تجاه نبيهم منها :
١ ـ محبّته (ص) والتزام هديه ، والعمل بسنّته ، كما نجد ذلك في الآية ٢٥.
٢ ـ تحرّي مرضاته ، لأن رضاه من رضا الله سبحانه ، ونجد ذلك في الآية ٦٢.
٣ ـ وجوب طاعته ، والنصح له ، ووجوب نصره.
٤ ـ تحريم إيذائه ، وتحريم معاداته ، وتحريم القعود عن الخروج معه في الجهاد.
وتختم السورة آياتها بذكر صفات رسول الله (ص). فهو الرحمة المهداة ، لتطهير المؤمنين ، وتزكيتهم ، وتعليمهم ، والدعاء لهم ؛ فحبّه فريضة ، وبغضه كفر وحرمان. وقد تكفّل الله بنصر رسوله ، حتى ولو تخلى عنه جميع الناس ، فإن معه الله القوي القدير ، قال تعالى :
(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٢٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (١٢٩).