المبحث السابع
لكل سؤال جواب في سورة «التوبة» (١)
إن قيل : لأي سبب تركت كتابة البسملة في أول هذه السورة ، بخلاف سائر السور؟
قلنا : لمّا تشابهت ، هي والأنفال ، واختلفت الصحابة في كونهما سورتين أو سورة واحدة ، تركت بينهما فرجة ، عملا بقول من قال هما سورتان ؛ وتركت البسملة بينهما ، عملا بقول من قال هما سورة واحدة. وممّن قال بذلك قتادة رحمهالله. الثاني : أن اسم الله تعالى سلام وأمان ، و «براءة» فيها قتل المشركين ، ومحاربتهم ، فلا يناسب كتابتها.
فإن قيل : لم قال تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) [الآية ١٢] وخصّ الأمر بالقتال بأئمة الكفر ، مع أنّ النكث والطّعن ليس مخصوصا بهم ، بل هو مسند إلى جميع المشركين؟
قلنا المراد بأئمّة الكفر ، رؤوس المشركين وقادتهم. وقيل كفّار مكة ، لأنهم كانوا قدوة جميع العرب في الكفر ؛ فكأنّ النكث والطعن لم يوجد إلّا منهم ، لمّا كانوا هم الأصل فيه ، فلذلك خصّهم بالذكر.
فإن قيل : لم قال تعالى (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) [الآية ٣٠] ونحن نسأل اليهود والنصارى عن ذلك فينكرونه ويجحدونه؟
قلنا : طائفة من اليهود ، وطائفة من
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» لمحمد بن أبي بكر الرازي ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، غير مؤرخ.