بمصير المكذّبين قبلهم ، وتسلية لرسول الله (ص) حتى يصبر على أذاهم ويطمئنّ الى الانتصار عليهم.
٤ ـ قصر الفواصل مع قوة الألفاظ ، وإيجاز العبارة ، بما يصخّ الآذان ، ويشتدّ قرعه على المسامع ، وينبّه القلوب ويحرّك الأفئدة.
ومن خصائص السور المدنية ما يأتي :
١ ـ بيان العبادات والمعاملات ، والحدود ، ونظام الأسرة ، والمواريث ، وفضيلة الجهاد ، والصلات الاجتماعية ، والعلاقات الدولية في السلم والحرب ، وقواعد الحكم ، ومسائل التشريع.
٢ ـ مخاطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ودعوتهم إلى الإسلام ، وبيان تحريفهم لكتب الله ، وتجنّيهم على الحق ، واختلافهم من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم.
٣ ـ الكشف عن سلوك المنافقين ، وتحليل نفسياتهم ، وإزاحة الستار عن خباياهم ، وبيان خطرهم على الدين.
٤ ـ طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرّر الشريعة ويوضح أهدافها.
٥ ـ خصائص السور المكية
واضحة في سورة الأنعام
«سورة الأنعام مثل كامل للخصائص المكية ، إنها حشد من الصور الفنية العجيبة واللمسات الوجدانية الموحية ، والمنطق الطبيعي الحي .. وهي كلّها من أولها إلى آخرها تنبض بإيقاع واحد ، وتترقرق بماء واحد تفيض بينبوع زاخر متدفق».
إن موضوعها الذي تعالجه من مبدئها إلى منتهاها هو موضوع العقيدة ، بكلّ مقوّماتها وبكلّ مكوّناتها ، وهي تأخذ بمجامع النفس البشرية وتطوف بها في الوجود كله ، وراء ينابيع الحقيقة وموحياتها المستترة والظاهرة في هذا الوجود الكبير. إنها تطوف بالنفس البشرية في ملكوت السماوات والأرض ، تلحظ الظلمات فيها والنور ، وترقب الشمس والنجوم ، وتسرح في الجنات المعروشة وغير المعروشة ، والحياة الباطلة والجارية ، وتقف على مصارع الأمم الخالية ، وآثارها البائدة والباقية ، ثم تسبح مع ظلمات البحر والبر وأسرار الغيب والنفس ؛ والحي يخرج من الميّت ، والميّت يخرج من