الوجد بها هام ، أهل تعلم أم لا أنت للحب لذاذات ، وقد يعذر لا يعذل من فيه غراماً وجوى مات ، فذا مذهب أرباب الكمالات ، فدع عنك من اللوم زخاريف المقالات ، فكم قد هذب الحب بليداً فغدا في مسلك الآداب والفضل رشيداً
صه : فما بالك أصبحت غليظ الطبع لا تعرف شوقاً ، لا ولا تظهر توقا ، لا ولا شمت بلحظيك سنا البرق اللموعي إذا أومض من جانب أطلال خليط منك قد بان ، وقد عرس في سفح ربى البان ، ولا استنشقت من صوب حماة نفحة الريح ، ولا هاجك يوم للقاه من جوى وجد وتبريح. لك العذر على انك لم تحظ من الخل بلثم وعناق ، وبضم التصاق ، لم تكن مثلي قضيت ليال سمح الدهر بها مذبات سكرى قرقف الريق بتحقيق ، فما هو ابريق ، ومشمومى ورداً لاح في وجنة خد فاح لي عرف شذاه ، وإذا ما جن ليل الشعر من طرته أوضح من غرته صبح سناه ، لو ترانا كل من يبدي لدى صاحبه العتب ، ويبدي فرط وجد مؤلم أضمره القلب سحيراً ، والتقى قمصنا ثوب عفاف قط ما دنس بالإثم سوى اللثم لأصبحت من الغيرة في الحيرة ، حتى جئتني من خجل تبدي اعتذارا ، ولا علنت بذكر الشادن الأهيف سراً وجهاراً ، مثل أعلاني بمدحي للامامين الهمامين التقيين النقيين ، الوفيين الصفيين ، من اختارهما الله على الخلق ، وسنا منهج الحق ومن شأنهما الصدق بل الرفق ، هما السر الحقيقي ، هما المعنى الدقيقي هما شمس فخار خلقا في ذروة المجد هما عيبة علم ما له حد ، فاسماؤهما قد كتبا في جبهة العرش بلا ريب ، هما قد طهرا بالذكر من رجس ومن عيب ، هما قد أودعا سراً من الغيب ، هما قد أحرزا يوم رهان وسط مضمار المعالي قصب السبق حكى جودهما الودق ، إذا حاد على الروضة تحدوه النعامى ، رفع الله على هام الثريا لهما قدراً وفخراً ومقاماً ، ليت شعري هل يضاهي فضل موسى كاظم الغيظ ، بعلم أو بحلم أو بجود أو بمجد ونداه قد حكى البحر طمى في لجة الغيض ، هو العالم والحاكم والفاصل والفاضل والقائم والقاعد والراكع والساجد والضارع خداً خشية الله ، فمن أوضح للدين الحنيفي لدى العالم إلاه ، يرى البشر لدى الحشر ، إمام طافت الأملاك في