ثم انّ التجرّي على أقسام يجمعها عدم المبالاة بالمعصية أو قلّتها.
أحدها مجرّد القصد إلى المعصية ، والثاني القصد مع الاشتغال بمقدّماته ،
______________________________________________________
وان كان بحاجة الى توجيه لكن لعله أوفق بروايات نفي الاثم ، بل لعله هو المركوز في اذهان المتشرعة.
(ثم ان التجري على) ستة (اقسام : يجمعها عدم المبالاة بالمعصية) فعلا : كعدم المبالاة بشرب الخمر. او تركا : كعدم المبالاة بترك الصلاة.
(او قلتها) اي قلّة المبالاة بالمعصية.
والاقسام خمسة ، الاول : من عدم المبالاة ، والقسم السادس : من قلّة المبالاة. ثم ان القلّة قد تكون من حيث الكم ، وقد تكون من حيث الكيف ، وعلى اي حال : فهي قلة.
(احدها : مجرد القصد الى المعصية) قصدا جادّا لا الخلجان في الذهن بانه هل يعصي اولا؟ وهذا تجرّ قلبي ، لان التجري يطلق على القلب وعلى الجوارح ، اذا اقترن العمل الجوارحي بقصد العصيان ونيته.
(والثاني : القصد مع الاشتغال بمقدماته) من غير فرق بين المقدمات القريبة او البعيدة ، كمن يقصد قتل مؤمن مثلا ، فيبدأ في الصداقة معه ، حتى اذا وجد فرصة مناسبة قتله ، فان الصداقة من المقدمات البعيدة ، اما مثل حمل السلاح والذهاب الى داره لقتله ، فهي من المقدمات القريبة.
كما انه لا فرق في ان ما نواه كان معصية واقعا ، كما اذا اراد قتل مؤمن ، او معصية وهمية كما اذا اراد قتل زيد زاعما انه مؤمن وهو ليس بمؤمن واقعا ، بل كافر محارب.