وقد عثرت ، بعد ما ذكرت هذا ، على كلام يحكى عن المحدّث الأسترآباديّ في فوائده المدنيّة ، قال في عداد ما استدلّ به على انحصار الدليل في غير الضروريّات الدينيّة بالسماع عن الصادقين ،
______________________________________________________
مضافا الى انه في الحقيقة ذم للتصويب حيث قال عليهالسلام : «فيصوّب آرائهم جميعا» (١).
اما اصل الاختلاف : فهو ناش من اختلاف تلقي الاذهان النتائج من الكبريات غير البديهية ، على ما قرره سبحانه ، وهو من وسائل الامتحان ، هذا موجز الامر ، والتفصيل موكول الى المفصّلات.
(وقد عثرت) واطلعت (بعد ما ذكرت هذا) الذي نسب الى الاخباريين (على كلام يحكى عن المحدّث الاسترابادي في فوائده المدنية) وهذا اسم كتاب الّفه وهو مطبوع (قال في عداد ما) ذكره من الادلة التي (استدل به) في ضمن ادلته (على انحصار الدليل في غير الضروريات الدينية).
والضروريات : كوجوب الصلاة ، والصوم ، والحج ، وحرمة شرب الخمر ، والزنا ، واللواط ، والسرقة ، مما يعرفه كل مسلم بحيث لا يحتاج في اثباته الى دليل (بالسماع عن الصادقين) المعصومين عليهمالسلام.
ولا يخفى ان الاخباريين على اقسام ، والقسم الاخير الذي يطلق عليهم هذا اللفظ في قبال الأصوليّين ، هم الذين يحصرون الدليل في السنّة الواردة عن الائمة عليهمالسلام فقط.
لا بالكتاب ، لأنه مجمل عندهم ، وظواهره ليست حجة الّا بقدر ما ورد من تفسيرهم عليهمالسلام له.
__________________
(١) ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١ ص ٢٨٨.