او من جهة المادّة.
والخطأ من جهة الصورة لا يقع من العلماء ، لأنّ معرفة الصورة من الامور الواضحة عند الأذهان المستقيمة.
والخطأ من جهة المادّة لا يتصوّر في هذه العلوم ،
______________________________________________________
(او من جهة المادة) اي مادة القياس ، مثل : العالم اثر القديم ، واثر القديم قديم ، فالعالم قديم ، فان الخطأ في الكبرى ، اذ اثر القديم الاختياري ليس بقديم ، وانما يصح ذلك اذا كان اثر القديم جبريا ، لعدم انفكاكه عن القديم.
ومن الواضح ان العالم ليس اثرا جبريا لله تعالى ، بل اثرا اختياريا ، لان الله تعالى مختار وليس بموجب.
(والخطأ من جهة الصورة لا يقع من العلماء ، لان معرفة الصورة) بان يكون في الشكل الاول : الصغرى موجبة ، والكبرى كلية ـ مثلا ـ والحد الاوسط يتكرر تكررا حقيقيا لا صوريا ، كما في الجدار فيه فأر ، والفأر له أذن ـ فالنتيجة الجدار له إذن ـ وهو باطل حيث لم يتكرر الاوسط ، اذ الاوسط في الاول : «فيه فأر» وفي الثاني : «الفأر».
فمعرفة الصورة (من الامور الواضحة عند الاذهان المستقيمة) والامور الواضحة لا تشتبه لدى العلماء ، وان امكن الاشتباه عند من ليس له إلمام كامل بالامور المنطقية.
(والخطأ من جهة المادة) كبرى او صغرى (لا يتصور في هذه العلوم) القريبة من الاحساس كما لا يتصور في نفس المحسوسات ، مثل : هذا ابيض وكل ابيض مفرّق لنور البصر.
او مثل : زيد في الدار ، وما في الدار فهو في المدينة ، فزيد في المدينة.