لا من جهة المادّة.
إذ أقصى ما يستفاد من المنطق في باب موادّ الأقيسة ، تقسيم الموادّ على وجه كلّي إلى أقسام.
وليست في المنطق قاعدة بها يعلم أنّ كلّ مادّة مخصوصة داخلة في أيّ قسم من الأقسام.
______________________________________________________
باشكالها الاربعة ومقدماتها ، كمباحث العكس ، والنقيض ، وعكس النقيض (لا من جهة المادة) المذكورة في الصناعات الخمس ، كما المع اليها في آخر الحاشية ، وذكرها مفصّلا الشمسية وجوهر النّضيد وغيرهما.
(اذ أقصى ما يستفاد من المنطق في باب مواد الاقيسة) وهو جمع قياس (تقسيم المواد) من حيث الصناعات الخمس (على وجه كلي الى اقسام) :
البرهان ، والخطابة ، والشعر ، والسفسطة ، والجدل.
(وليست في المنطق قاعدة بها) اي بسبب تلك القاعدة (يعلم ان كل مادة مخصوصة داخلة في أي قسم من الاقسام) المذكورة ، فان الاجماليات في القواعد لا تعيين لحدودها ، والصغريات تابعة في كثير من الاحيان للحدود ، مثلا : الماء من اوضح المفاهيم ، لكنه مجمل في حدوده فالمياه الزاجية ، والكبريتية ، هل هي من الماء ام لا؟.
وهكذا في الالوان : الاحمر ، والاخضر ، والازرق ، من اوضح المفاهيم ، ومع ذلك حدودها في غاية الغموض ، وهنا تتدخل الاذواق والاستجابات في الامر ، فواحد يجعله من الماء دون الاحمر ، وآخر يراه من غير الماء ، او من الاصفر.
ومن الواضح : اختلاف استجابات الناس حتى في الامور المحقّقة حسا ، مثلا : نفران احدهما يده في ماء حار ، والآخر في ماء بارد ، فاذا أدخلا يديهما في ماء