وممّن وافقهما على ذلك في الجملة المحدّث البحرانيّ في مقدّمات الحدائق ، حيث نقل كلاما للسيّد المتقدّم في هذا المقام واستحسنه ، إلّا أنّه صرّح بحجيّة العقلي الفطريّ الصحيح وحكم بمطابقته للشرع ومطابقة الشرع له.
______________________________________________________
والشك ، كما هو واضح.
(وممّن وافقهما) اي الاسترابادي والجزائري قدسسرهما (على ذلك) من اسقاط دور العقل (في الجملة) وليس في كل ما ذكراه هو : (المحدّث البحراني قدسسره في مقدمات الحدائق ، حيث نقل كلاما للسيد المتقدّم) اي الجزائري قدسسره (في هذا المقام واستحسنه) مما يدل موافقته له.
(إلّا انه) وافقهما في الجملة لانه (صرح بحجية) الدليل (العقلي الفطري الصحيح) وهو يشعر بالحجية المطلقة للعقل ، فيما اذا كان غير مشوب بملابسات ، وباقيا على فطرة سليمة التي فطره الله عليها ، بينما الاسترابادي والجزائري يرون عدم حجيّة العقل الّا في بعض الموارد ، وعلى كل : فالمحدث البحراني قال بحجية العقل.
(وحكم بمطابقته للشرع ، ومطابقة الشرع له) لأنهما من قبل الله سبحانه ، ولهذا يكونان متطابقين على ما ذكروا : من «ان ما حكم به العقل حكم به الشرع» ، لان العقل لا يرى الّا الصلاح ، والشرع موضوع على المصالح والمفاسد ـ ايجابا وسلبا ـ وان ما حكم به الشرع حكم به العقل ، لان العقل يرى : ان الشرع لا يحكم الّا وفق المصلحة ، فكلما حكم به الشرع ، عرف العقل ان فيه المصلحة ، كما ان الطبيب الحاذق المخلص يحكم العقل فيه بانه كلما وصف من الدواء شيئا كان فيه مصلحة ، وان لم يعرف العقل خصوصيات الادوية كمّا وكيفا.