من حجج الملك العلّام ـ وإن شذّ وجوده في الأنام ـ ففي ترجيح النقليّ عليه اشكال» ، انتهى.
ولا أدري كيف جعل الدليل النقلي في الأحكام النظريّة مقدّما على ما هو في البداهة من قبيل «الواحد نصف الاثنين» ، مع أنّ ضروريّات الدين والمذهب
______________________________________________________
من حجج الملك العلّام) كما في الروايات : من انه العقل حجة باطنة ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حجة ظاهرة (١) (وان شذ وجوده في الانام) لكثرة الخلط والخبط (ففي ترجيح النقلي عليه اشكال) (٢) كما يأتي وجهه.
(انتهى) كلام المحدث البحراني قدسسره ، ولكن في كلامه موارد للنظر : الاول : انه كيف قدم النقلي على العقلي الضروري ، مثل : الواحد نصف الاثنين؟ (ولا ادري كيف جعل الدليل النقلي في الاحكام النظرية) الواردة فيها الاحاديث اي الدليل النقلي (مقدما على ما) اي على الدليل العقلي الذي (هو في البداهة من قبيل : الواحد نصف الاثنين)؟.
مثلا : اذا حكم العقل حكما بديهيا ببطلان وضوء الجبيرة ، الموجب لوصول الماء الى الكسر ونحوه ـ مما يكون ضررا اكيدا ـ كيف يقدم النقل عليه؟ حيث قد ورد في بعض الروايات : بوجوب ايصال الماء الى العضو.
هذا (مع ان ضروريات الدّين والمذهب) حالها حال الضروريات العقلية ، اذ قد يكون الشيء ضروري الاسلام : كالصلاة والصيام يقبله عامة المسلمين ، وقد يكون ضروري الايمان عند الشيعة فقط ، مثل : صحة المتعة.
__________________
(١) ـ الكافي (أصول) : ج ١ ص ١٦ ح ١٢ ، بحار الانوار : ج ١ ص ١٣٧ ب ٤ ح ٣.
(٢) ـ الحدائق الناضرة : ج ١ ص ١٣٢.