كما أنّ الشرع عقل من خارج.
وممّا يشير إلى ما ذكرنا من قبل هؤلاء ما ذكره السيّد الصدر قدسسره ، في شرح الوافية في جملة كلام له في حكم ما يستقلّ به العقل ،
______________________________________________________
الانسان (كما ان الشرع) الموحى بواسطة النبي (عقل من خارج) (١) الانسان.
إذن له تعالى حجتان يسميان : بالنبي ، والعقل ، وكلاهما يكشفان عن شرع الله تعالى ، فسبب اشكال بعض الاخباريين هو التصادم الظاهري للحجتين في النقلي والعقلي.
والحاصل : ان الحكم المستكشف بغير واسطة العقل والحجة ، ملغى ، اما اذا كشف بواسطة احدهما ، وسكت الآخر ، كان حجة واذا تصادما ففيه الاشكال بانه هل يؤخذ العقل ، او بما ورد من قبل الحجة؟ اما اذا توافقا فما أحسنه ، وعليه : فالاقسام اربعة.
(ومما يشير الى ما ذكرنا) : من ان مراد الاخباريين : مدخلية تبليغ الحجة في وجوب الامتثال (من قبل هؤلاء) الاخباريين (ما ذكره السيد الصدر قدسسره في شرح الوافية في جملة) من (كلام له في حكم ما يستقل به العقل) بمعنى : ان العقل يراه وان لم يكن شرع ، كحسن الاحسان ، وقبح الظلم.
ولا يخفى ان الاختلاف بين الناس من باب الصغريات ، لا من جهة الكبريين المذكورين ، فانك لا تجد من يقول : ان الاحسان ليس بحسن ، او الظلم ليس بقبيح ، وانّما يفعل ما يفعل ، او يقول ما يقول ، بزعمه واقعا ، او لجهة مصلحة له فيه : انه ليس بظلم ، فان حتى مثل فرعون كان يقول : (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ)
__________________
(١) ـ تفصيل النشأتين للراغب الاصفهاني : ص ٥١.