وعلم بوجوب إطاعة الله ، لم يحتج بذلك إلى توسّط مبلّغ.
ودعوى استفادة ذلك من الأخبار ممنوعة ، فانّ المقصود من أمثال الخبر المذكور عدم جواز الاستبداد بالأحكام الشرعيّة بالعقول الناقصة
______________________________________________________
ولهذا لم يقترب جعفر ابن ابي طالب عليهماالسلام من الخمر والزنا والكذب وعبادة الاصنام لاهتداء عقله اليه ، كما استدل هو بعقله عند ما سأله الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك ، وشكره الله تعالى عليه.
فاذا عرف الانسان (وعلم) بضرورة عقله (بوجوب اطاعة الله لم يحتج بذلك) كالانقاذ في المثال (الى توسط مبلّغ).
(و) ان قلت : فلما ذا اشترط في الأخبار المتقدمة لزوم توسط الحجة؟.
قلت : (دعوى استفادة ذلك) اي مدخلية الحجة في الحكم حتى يجب او يحرم او ما اشبه (من الاخبار) المتقدمة (ممنوعة).
(ف) ان قلت : ما هو المقصود إذن من هذه الاخبار؟.
قلت : (ان المقصود من امثال الخبر المذكور) والمراد من الخبر جنس الخبر ، لا خبر واحد ، فان الجنس قد يؤدي بالمفرد المحلى باللام ، مثل : اكرم العالم ، وقد يؤدي بالمفرد المجرد ، مثل :
(آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً)(١).
و «تمرة خير من جرادة» (٢).
الى غير ذلك كما ذكرناه في «الاصول» هو (عدم جواز الاستبداد) والانفراد (بالاحكام الشرعية بالعقول الناقصة) حيث ان العقل ما لم ينظم اليه الشرع
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢٠١.
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ١٣ ص ٧٦ ب ٣٧ ح ١٧٢ ، فقه الرضا : ص ٢٢٨.