التنبيه الثالث :
قطع القطاع
قد اشتهر في ألسنة المعاصرين أنّ قطع القطاع لا اعتبار به ولعلّ الأصل في ذلك ما صرّح به كاشف الغطاء قدسسره ، بعد الحكم بأنّ كثير الشكّ لا اعتبار بشكّه.
______________________________________________________
قطع القطاع
(الثالث) من تنبيهات بحث القطع وهو انه : (قد اشتهر في ألسنة المعاصرين) كصاحب الجواهر وغيره (ان قطع القطاع) الذي يكثر قطعه من غير الاسباب العادية المفيد للقطع ، بان تمرض ذهنه في قبال من لا يقطع من اسباب القطع ، لتمرض ذهنه ايضا ، والوسط بينهما هو الذي يحصل له القطع من الاسباب المتعارفة كسائر الناس المتعارفين في قطعهم وظنهم وشكهم.
ومنه يعلم انه لا يراد بالقطاع هنا : من كثر قطعه لكثرة علمه ، كالمهندس الذي يكثر قطعه بصغريات الهندسة ، مما ليس كذلك جاهل الهندسة.
وعليه : فالقطاع اعتباطا (لا اعتبار به) بمعنى ان قطعه ليس بحجة.
(ولعل الاصل في ذلك) اي المنشأ في هذا الاشتهار (ما صرح به) الشيخ جعفر الكبير الملقب ب : (كاشف الغطاء قدسسره) وانّما لقب بذلك ، لانه كتب كتابا سماه : «كشف الغطاء» ومراده : كشف غطاء الفقه (بعد الحكم) اي بعد حكمه في ذلك الكتاب (بان كثير الشك لا اعتبار بشكه) فانه يبني على الصحيح من طرفي الشك ، واذا كان كلا الطرفين صحيحا بنى على أيهما اراد.
اما اذا كان كلا الطرفين باطلا ، كما اذا شك في ان ركعات صلاته التي صلاها