فاذا فرضنا أنّ شخصين سنّا سنّة حسنة او سيّئة ، واتفق كثرة العامل بإحداهما وقلّة العامل بما سنّه الآخر ، فانّ مقتضى الروايات كون ثواب الأوّل او عقابه أعظم ،
______________________________________________________
من أوزارهم شيء» (١) فاذا أسّس انسان مسجدا ، كان له بقدر ثواب المصلين ، وإذا كتب كتاب علم نافع كان له بقدر ثواب المستفيدين منه ، وكذلك إذا اسس مخمرا فله بقدر وزر الخمارين فيه ، وإذا كتب كتاب ضلال ، فله بقدر وزر الضالّين به.
وجه الاستدلال بهذه الروايات للمقام ما ذكره بقوله : (فاذا فرضنا : ان شخصين سنّا سنّة حسنة) فالشيخ المرتضى قدسسره كتب المكاسب ، والسبزواري قدسسره كتب المكاسب أيضا (أو سيئة) بان بني الرجل المخمر في المدينة ، حيث كثرة الخمارين ، والآخر بناه في القرية حيث قلة الخمارين (واتفق كثرة العامل باحداهما ، وقلة العامل بما سنة الآخر) فمكاسب الشيخ قدسسره استفاد منه الآلاف ، ومكاسب السبزواري قدسسره استفاد منه العشرات.
وكذلك بالنسبة الى مثال المخمرين (فان مقتضى الروايات) المذكورة (كون ثواب الاول) من سن سنة حسنة (أو عقابه) من سن سنة سيئة (أعظم) من الثاني ، مع انه لا مدخلية لاي منهما في كثرة الاتباع وقلّته ، فان الكثرة والقلة امران اتفاقيان خارجان عن ارادة واختيار كل منهما.
ثم ان اعطاء الاجر بالنسبة الى من سنّ سنّة حسنة لا اشكال فيه ، لان الاجر والثواب كل فضل ـ كما ثبت في مورده ـ فمزيده أيضا فضل.
نعم ، يجب ان لا يخرج المزيد عن الحكمة ، كمن يكرم انسانا بما هو خارج
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٩ ح ١ ، غوالي اللئالي : ج ١ ص ٢٨٥ ح ١٣٦ (بالمعنى).