ما هو الأقوى من جهاته وجهات التجرّي» انتهى كلامه رفع مقامه.
أقول : يرد عليه ، أوّلا : منع ما ذكره من عدم كون قبح التجرّي ذاتيّا ، لأنّ التجرّي على المولى قبيح ذاتا ، سواء كان لنفس الفعل او لكشفه عن كونه جريئا ،
______________________________________________________
حراما (ما هو الاقوى من جهاته) اي جهات الواجب (وجهات التجري) (١) فاذا تساويا تساقطا ، وان كان الواجب اهم ، الى حيث اندك التجري فيه لم تكن حرمة ، وان كانت حرمة التجري اهم ، الى حيث اندك الواجب فيه كانت الحرمة البحتة ، وهكذا.
(انتهى كلامه) اي كلام الفصول (رفع مقامه).
لكن في كلامه موارد للنظر ، ولذا قال المصنّف قدسسره (اقول : يرد عليه ، أولا : منع ما ذكره : من عدم كون قبح التجري ذاتيا ، لان التجري على المولى قبيح ذاتا) فان هناك افعالا قبحها ذاتي كما يشهد به العرف ، وافعالا حسنها ذاتي كالانقياد ، وافعالا لا شيء لذاتها من الحسن والقبح ، وانّما ان عرضها جهة خارجية من الحسن او القبح ، تكون على وصف ما عرض ، والّا بقت كما كانت بلا حسن ولا قبح.
مثلا : القيام أمام الوارد ، ان كان بقصد الاهانة كان قبيحا ، وان كان بقصد الاحترام كان حسنا ، وان لم يكن بقصد احدهما ، لم يكن قبيحا ولا حسنا (سواء كان) القبح في التجري (لنفس الفعل) كما يقوله القائل بحرمة التجري فيما اذا شرب الماء معتقدا انه خمر ـ على ما هو المشهور ـ (او لكشفه) اي هذا الفعل (عن) خبث النفس و (كونه جريئا) على المولى ـ كما اخترناه ـ فيكون القبح
__________________
(١) ـ الفصول الغرويّة : ص ٤٣١.