بل لا يبعد كونه ضروريّ المذهب.
وإنّما الخلاف في مقامين أحدهما : كونها مقطوعة الصّدور او غير مقطوعة.
فقد ذهب شرذمة من متأخري الأخباريّين ، فيما نسب إليهم ، إلى كونها قطعيّة الصّدور ، وهذا قول لا فائدة في بيانه والجواب عنه
______________________________________________________
(بل لا يبعد كونه) أي : كون وجوب العمل بالخبر الواحد في الحال الحاضر (ضروريّ المذهب) بل ضروريّ الدّين ، فان المسلمين كافة يعملون بالخبر الواحد بلا خلاف.
(وانّما الخلاف في مقامين) :
(أحدهما : كونها مقطوعة الصّدور ، أو غير مقطوعة) الصّدور ، فانّ جماعة قالوا : بان كلّ الأخبار الموجودة في الكتب المعتمدة قطعيّة الصّدور بينما المشهور لم يقبلوا ذلك (فقد ذهب شرذمة من متأخّري الأخباريّين) وهم قسم من الفقهاء اذ الفقهاء انقسموا الى : اصوليين ، وأخباريين ، ومعظم الفرق بينهما : التدقيقات الاصولية حيث يراها الاصوليون طريقا الى استنباط الأحكام ، ولا يراها الأخباريون ، بل يجعلون مثل هذه التدقيقات ، من اقسام القياس ، والاستحسان ، والاعتماد على العقول الناقصة ، ممّا قد نهى الأئمة عليهمالسلام عن ذلك بقولهم : «انّ دين الله لا يصاب بالعقول» (١) وغيرها من الروايات.
فان جماعة من الاخباريين (فيما نسب إليهم) ذهبوا (الى كونها قطعيّة الصّدور ، وهذا قول لا فائدة في بيانه والجواب عنه) لانّ من جملة ادلّته :
__________________
(١) ـ كمال الدين : ص ٣٢٤ ح ٩ ، مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٢٦٢ ب ٦ ح ٢١٢٨٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٣٠٣ ب ٣٤ ح ٤١.