وكيف كان ، فقد اورد على الآية إيرادات كثيرة ربما تبلغ إلى نيف وعشرين ، إلّا أنّ كثيرا منها قابلة للدّفع ، فلنذكر ، أوّلا ما لا يمكن الذّبّ عنه ، ثمّ نتبعه بذكر بعض ما أورد من الايرادات القابلة للدّفع.
أمّا ما لا يمكن الذبّ عنه
فإيرادان : أحدهما : أنّ الاستدلال إن كان راجعا إلى اعتبار مفهوم الوصف أعني الفسق ، ففيه : أنّ المحقّق في محلّه عدم اعتبار المفهوم في الوصف ،
______________________________________________________
(وكيف كان ، فقد أورد على الآية) أي : على دلالة آية النبأ على حجّية خبر الواحد (إيرادات كثيرة ، ربما تبلغ إلى نيف وعشرين) والنيف : على وزن : «سيّد» ما زاد على العقد المذكور ، وهو هنا : عشرين ، حتى يبلغ العقد الآخر : ثلاثين ، فيمكن أن يكون تسع وعشرين ، أو ثمان وعشرين ، أو سبع وعشرين ، وهكذا (إلّا إنّ كثيرا منها) أي : من هذه الايرادات (قابلة للدّفع ، فلنذكر أولا ما لا يمكن الذّب عنه) ممّا يوجب الخدشة في دلالة الآية على حجّية خبر الواحد (ثم نتبعه بذكر بعض ما أورد من الايرادات القابلة للدّفع).
وإنما نقدم الايرادات ، التي لا يمكن الذبّ عنها فمن جهة ظهور عدم دلالة الآية على مقصود المجوزين.
ما لا يمكن الذبّ عنه
(أمّا ما لا يمكن الذبّ عنه ، فايرادان : أحدهما : إنّ الاستدلال ، إن كان راجعا الى اعتبار مفهوم الوصف ، أعني : الفسق) ليكون مفهوم (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ) : ان جاءكم غير الفاسق.
(ففيه : انّ المحقّق في محلّه ، عدم اعتبار المفهوم في الوصف) خصوصا اذا لم يعتمد على الموصوف ـ كما في الآية المباركة.