وأمّا ما اورد على الآية بما هو قابل للذبّ عنه
فكثير منها : معارضة مفهوم الآية بالآيات الناهية عن العمل بغير العلم ، والنّسبة عموم من وجه ، فالمرجع إلى أصالة عدم الحجّية.
______________________________________________________
وسائر الصفات الحميدة.
ولا يخفى : أنّ إشكالي المصنّف على دلالة آية النبأ قد ألمعنا الى جوابهما في «الاصول» (١) ، وذكرناهما مفصلا في كتاب «التقريرات» (٢) ممّا استفدناه من الأساتذة رحمهمالله تعالى.
(وأمّا ما اورد على الآية ، بما هو قابل للذبّ عنه فكثير ، منها) وهو الايراد الأول (: معارضة مفهوم الآية ، بالآيات الناهية عن العمل بغير العلم ، والنّسبة عموم من وجه) لأنّ الآيات الناهية ، تنهى عن العمل بغير العلم سواء كان خبر العادل أو الفاسق ، فانّه اذا لم يوجب خبر العادل : العلم كان مشمولا للآيات الناهية ، ومفهوم الآية : يدل على حجّية خبر العادل ، سواء أورث العلم او لم يورث العلم.
فمادة الافتراق من جهة الآيات : خبر الفاسق غير الموجب للعلم.
ومادة الافتراق في المفهوم : خبر العادل الموجب للعلم.
واجتماعهما : في خبر العادل ، الذي لا يوجب العلم ، فالآيات الناهية تقول :
بعدم العمل به ، والمفهوم يقول : بالعمل به (فالمرجع) حينئذ (الى أصالة عدم الحجّية) لأنّ الدليلين يتساقطان حيث يتعارضان ، فاللّازم الرجوع الى الأصل
__________________
(١) ـ راجع كتاب الاصول ، الجزء السادس ، الأدلة العقلية : ص ٢٩ للشارح.
(٢) ـ وهو كتاب خطي لم يطبع بعد.